Read Arabic for beginners – Learn Arabic: 54 Free Online Arabic Courses قراءة اَلْعَرَبِيَّة

  Read Arabic for beginners – tryarabic.com قراءة اَلْعَرَبِيَّةُ لِلنَّاشِئِينَ

قصص قصيرة ومنوعة reading stories

قرأة وكتابة الحروف – العربية لغتي

قصص الحروف – العربية لغتي

قصص مكتوبة – للقراءة والإستماع -05

قصص مكتوبة – للقراءة والإستماع -04

قصص مكتوبة – للقراءة والإستماع -03

قصص مكتوبة – للقراءة والإستماع -02

قصص مكتوبة – للقراءة والإستماع -01

أناشيد للأطفال – كتاكيت بيبي Katakit Baby TV

قصة ليلى والذئب – قصص للأطفال

حكاية الفأر والضفدع والصقر

كان هناك فأر وكان يعيش على اليابسة ولكن دفعه سوء حظه إلى التعرف على ضفدع كانت اغلب حياته في الماء كما أنه يستمتع بالأذى، وفي أحد الايام قام الضفدع المؤذي بربط الفأر به وبدئوا في التجول في السفوح كالعادة وتناول الطعام واخذ الضفدع يتجول وهو جار الفأر معه مقتربًا من البحيرة التي يعيش بها إلى أن وصل على حافة البحيرة، وفجأة قفز الضفدع إلى الماء وهو في غاية الاستمتاع فهو أخيرًا في بيئته التي يحيا بها ويحبها ومع قفزه في الماء سحب الفأر معه والذي لم يتحمل الماء فبدأ في الاختناق إلى أن غرق ومات فبدأت جثته في الطفو على سطحا البحيرة وهو مازال مربوط بالضفدع ، وكان هناك من يراقب ما يحدث وقد كان أحد الصقور فانقض على جثة الفأر يحملها بين مخالبه ومعه الضفدع المربوط به والتهمهما معا وكان هذا هو جزاء الضفدع المؤذي الذي خان ثقة صديقه.

القنفذ الوحيد

كان يا ما كان في قديم الزمان ، وفي أحد الغابات البعيدة والمحمية بالأشجار العالية والنخيل ، كان يوجد العديد من الحيوانات تعيش هناك ، منهم الأرانب و القطط و القردة والفيلة ، كانوا يتجمعون ويلعبون معاً ما عدا القنفذ ، جميعهم يتجنبون اللعب معه ، ويخافون منه لأنه لديه أشواك حادة كثيرة في ظهره، وكان دوما قنفذ وحيد وحزين .

كان القنفذ يعلم أنهم لا يحبون اللعب معه ، لذلك كان يجلس كل يوم بعيداً عنهم يتابع العابهم في حزن لأنهم لم يسمحوا له باللعب ، وفي يوم حكي القنفذ ما يحزنه لوالدته ، وهو ان اصدقائه لا يحبون اللعب معه ، فقالت له والدته وكيف يمكنهم معرفة انك تريد اللعب معهم ، وانت تجلس بعيداً عنهم يمكنك ان تستأذن من احد اصدقائك ان يسمح لك باللعب معه ، ابتسم القنفذ لوالدته وكأنه وجد فكرة جيدة وسيقوم بتنفيذها غداً ، ذهب القنفذ في حماس إلي الغابة وجد الأرنب يلعب بالكره مع القطة.

اقترب من الأرنب في خجل شديد يمكنني اللعب معكم ، عبس الأرنب في وجه القنفذ وقال لا ، لا يمكنك اللعب معنا يا قنفذ ، فأنت تحمل شوكاً يؤذينا ويؤذي ألعابنا ، وانا لا استطيع افقد كرتي الجديدة ، مثلما فقدت الكرة السابقة بسبب اشواكك ، نظر القنفذ للقطة بحزن ، يبدو انه لديه أمل ان توافق القطة علي اللعب معه ، قالت له القطة وانا لا اوفق لا يمكنني السماح لك باللعب معي ، هل نسيت ان اشواكك اصابت قدمي من قبل وتألمت منها كثيراً ، لا أريد اتألم مرة اخري سامحني يا صديقي انت سيء .

حزن القنفذ وعاد إلي بيته باكياً فنظرت إليه والدته ، وعلمت أن اصدقائه رفضوا اللعب معه ، دون ان تسأله ماذا حدث ، فسألها القنفذ لماذا يا أمي خلقنا الله بكل هذا الشوك ، لماذا جعلهم يخافون منا هكذا ، فقالت له والدته ، ان الله لم يخلق شيئاً عبثاً ابداً ، انه خلق لنا هذه الاشواك لكي تحمينا من الاعداء ، بدونها لا يمكنك الدفاع عن نفسك ، فقل الحمد لله دائماً ولا تحزن ، وفي يوم أخر ذهب القنفذ الي الغابة يتابع اللعب من بعيد كعادته ولم يقترب منهم ، فسمع صراخ صديقهم الفيل ، وجميع الحيوانات تجري مسرعة في كل اتجاه لتختبئ ، يبدو أن هناك عدو يريد يؤذيهم ، فألتفت القنفذ ليذهب الي بيته مسرعاً ، ولكنه تذكر كلام والدته انه يمكنه مواجهه الاعداء ، انه يملك اشواك حادة وهي فرصته ليثبت لأصدقائه ، انه يمكنه مساعدتهم ايضاً .

فذهب القنفذ مسرعاً في اتجاه صراخ الفيل ، ونال من العدو وهزمه بأشواكه القوية وانقذ الفيل ، وعاد معه الي الغابة ، فنظر اليه اصدقائه بفخر وسعادة كبيرة ، وشكروه كثيراً علي انقاذه لصديقهم الفيل ، واعتذروا له علي ما فعلوه معه من قبل ، واصبحوا اصدقاء لا يمكنهم اللعب بدونه ، وعرفوا ان الله ميز كل كائن بشيء لحمايته فلا يصح السخرية من احد ابدا لانه ربما عند الله افضل منهم .

النسر والدجاج

كان تعيش أنثي نسر على قمم أحد الجبال حيث تمتلك عشها على أحد الأشجار التي توجد فوق الجبل.

باضت أنثى النسر أربع بيضات في يوم ولكن حصل زلزال عنيف؛ أدى إلى اهتزاز الجبل وسقطت احدى البيضات من العش.

تدحرجت البيضة واستقرت في عش الدجاج، جاءت الدجاجة احتضنتها حتى فقست وخرج نسر صغير.

قامت الدجاجة بتربية النسر الصغير مع الكتاكيت أولادها، كبر النسر وتعلم كل شيء من الدجاج واعتقد أنه دجاجة.

في يوم كان يلعب الدجاج والنسر فجأة رأي عدد من النسور تحلق في السماء و تمنى أنه لو كان يستطيع الطيران مثلهم.

استهزء الدجاج من النسر وقالوا له أنت دجاجة لا يمكن أن تطير مثل النسور، حزن كثيراً واستسلم ولم يحاول أبداً أن يطير.

للأسف مات النسر بعد أن عاش حياة طويلة كدجاجة وهو في الحقيقة نسر يستطيع الطيران.

قصة الثعلب المكار

في يوم من الايام قررت جميع الحيوانات ان تقوم بحبس الاسد ملك الغابة داخل قفص حتي يتخلصوا من شره، حيث كان هذا الاسد العملاق يخيف الجميع ويلتهم الحيوانات الضعيفة ويملئ الغابة بالرعب والفزع، وذات يوم بينما كان الاسد نائماً في عرينه احضرت الحيوانات قفص ضخم وحبسوا الاسد بداخله ، وظل الاسد علي هذه الحال لعدة ايام .

بينما كان الاسد جالساً في قفصه حزيناً يفكر في حاله إذا بأرنب صغير يمر بجواره، فاخذ الاسد يرجوه قائلاً : ارجوك ايها الارنب الجميل ارجوك ساعدني واخرجني من هذا القفص، هز الارنب رأسه قائلاً : لا لن اساعدك فأنت تأكل الحيوانات وتخيفهم، قال الاسد : اعدك انني لن اعود لهذه الافعال من جديد، فصدقه الارنب وفتح باب القفص فخرج الاسد سعيداً وامسك الارنب المسكين الذي ساعده قائلاً : ستصبح انت الآن اول فريسة لي .

كان الثعلب يمر بجوارهم ويراقب ما يحدث في صمت، فأحب ان يساعد الارنب المسكين فأسرع الي الاسد قائلاً : لقد سمعت يا ملك الغابة انك كنت بداخل هذا القفص منذ قليل، هل هذا حقيقي ؟ فرد الاسد قائلآً : نعم ، قال الثعلب : انت تكذب وانا لا اصدقك، فأنت كبير الحجم جداً ولا يمكن ان تدخل الي هذا القفص الصغير، استفز الاسد تكذيب الثعلب له فقال : كيف تجرؤ علي ان تكذبني ايها الثعلب، سوف اثبت لك الآن انني كنت بداخله .

ثم اسرع الاسد للدخول الي القفص فقام الثعلب بإغلاق القفص بسرعة ومهارة وحبس الاسد بالداخل، ثم التفت الي الارنب قائلاً : لا تصدقه ابداً من جديد فإنه لا يفي بوعده .

قصة القط الجيران

يحكي أن في يوم من الايام كان هناك قط لا يحب نفسه وغير راضِ عن شكله ومظهره ويتمني لو أنه يستيقظ يوماً من نومه ليجد نفسه أصبح أي شئ آخر غير انه قط،

فكان ينظر الي الطيور ويتمني لو يكون طائراً جميلاً يطير في عنان السماء، وقد حاول هذا القط المسكين بالفعل اكثر من مرة ان يطير ولكنه كان في كل مرة يسقط ويفشل في محاولته .

ومرة اخري كان هذا القط يحاول تقليد البط ويقوم بالسباحة في الماء، ولكنه ايضاً لم يستطع، وبقي هذا القط التعيس يجرب ان يقلد الآخرين ليكون في نفس مكانهم وحياتهم مرة تلو الاخري حتي قرر أن يصبح فاكهة، فقام بإحضار بعض قشر الفاكهة ووضعه حول نفسه، ثم غلبه النوم وهو في وسط الطبيعة .

استيقظ على القط مفزوعاً علي أصوات الحيوانات بقربه يحاولون التهامه، ففر هارباً وعرف وقتها نعمة القدرة علي الجري السريع والاختباء، فكان سعيداً جداً بنفسه في هذه اللحظة وشعر ان لديه ميزة ليست لغيره من الكثيرين، فقرر أن يرضي عن نفسه ويحبها منذ هذا اليوم ولم يعد يحاول تقليد اي حيوان مرة اخري .

قصة الملك خسرو والصياد الذكي

كان الملك خسرو أحد ملوك الفرس في القرن الثاني عشر الميلادي  ، وكان لهذا الملك زوجة يحبها حبًا جمًا تدعى شيرين ، وكان الملك مغرمًا بأكل السمك وفي يوم من الأيام حينما كان الملك خسرو يجلس مع محبوبته شيرين في فناء القصر الكبير ، سمع مناديًا ينادي بصوت مرتفع بأن معه سمك يبيعه .

فقام الملك بإرسال خدمه إلى بائع السمك لكي يحضره إلى القصر ليشتري منه السمك ، كان هذا البائع صيادًا للسمك وكان قد اصطاد كل ما معه من السمك ، وكان من بين تلك الأسماك سمكة كبيرة وجميلة أعجبت الملك خسرو ، فأخذها الملك منه وأعطاه أربعة ألاف درهم فاخذ الصياد المال ومضى في طريقه .

كانت زوجه الملك شيرين تجلس إلى جواره آنذاك فقالت للملك : بئس ما صنعت فتعجب الملك مما قالت وقال لها:لماذا تقولي هذا الكلام ؟ فقالت للملك إنك إن أعطيت أحد من خدمك أو خاصتك أقل منه سيقولون لو أعطى الملك مثلما أعطى الصياد ، فقال لها الملك خسرو : صدقتي ولكن يقبح بالملوك أن يرجعوا في عطيتهم .

فقالت الزوجة : أنا أتدبر هذا الأمر فسألها الملك خسرو كيف هذا ؟ فقالت للملك أحضر الصياد واسأله إذا كانت تلك السمكة ذكر أم أنثى ؟ فإن قال أنثى قل له أريد ذكرًا وإن قال ذكرًا قل له أريد أنثى ، فأرسل الملك الخدم لكي يحضروا الصياد وبالفعل أحضروه .

وعندما دخل الصياد على الملك سأله الملك : هل السمكة التي اشتريتها منك أنثى أم ذكر ؟ فقال له الصياد : يا مولاي تلك السمكة خنثى فهي ليست ذكر ولا أنثى ، فأعجب الملك بذكاء الصياد وفطنته وأمر له بأربعة ألاف درهم أخرى ، وكانت تلك الدراهم من الفضة الثقيلة فحينما وضعها الخدم في كيس الصياد حملها الصياد ، وقبل خروجه من القصر سقط منه درهم فضي على الأرض .

فأنزل الصياد كيس النقود الذي معه لكي يحضر هذا الدرهم ، وكانت الملكة شيرين والملك ينظران له بغيظٍ شديدٍ وقالت الملكة للملك : انظر إلى خسة هذا الصياد لقد أنزل كيسًا من النقود به ثمانية ألاف درهم من أجل درهمٍ واحدٍ فقط سقط منه ، ولم يتركه خوفًا من أن يقع في يد أحد غلمانك .

فقال لها الملك خسروا : أجل ولكن هذه عطية الملوك فماذا أفعل ؟ فقالت الملكة : دعني أنا أتدبر هذا الأمر ، فقال لها الملك خسرو كيف هذا ؟ فقالت له : استدعي الصياد ووبخه على خسة هذا الفعل ، فحضر الصياد مرة أخرى فوبخه الملك وقال له كيف تجرؤ أن تضع كيسًا بة ثمانية ألف درهم من أجل درهم واحد فقط سقط منك ! ما هذه الخسة ؟ هل عز عليك أن يلتقطه أحد غلماني ؟

ما أقبح ما فعلت أيها الصياد فقال الصياد الذكي : يا أيها الملك لم أتناول هذا الدرهم من على الأرض إلا لعظمته عندي ، وتقديري لك أيها الملك العظيم فهذا الدرهم على وجهه توجد صورتك وعلى الوجه الأخر يوجد اسمك فخشيت أن يدوسه أحد بغير قصد فأكون قد تسببت لك في الإيذاء ، فأعجب الملك كثيرًا بذكاء وفطنة هذا الصياد ثم أمر له بأربعة ألاف درهم أخرى .

ومضي الصياد الذكي ومعه اثنا عشر ألف درهم ، وبعدها نظر الملك خسرو لزوجته شيرين وقال لها : بئس ما صنعتي فقد كلفتنا تلك السمكة اثنا عشر ألف درهم بسبب سوء رأيك  ، ثم أمر الملك خسروا بمنادي ينادي بالمملكة بأن لا يأخذ أحد برأي النساء أبدًا كي لا تضيع أمواله .

قصة مملكة الحمقى

في يوم من الأيام في مملكة بعيدة عاش ملك أحمق مع وزرائه الحمقى، وبدأ الوزراء في اقتراح الأفكار الغبية على الملك، وقال أحد الوزراء أنه على الملك أن يجعل النهار بدل الليل والليل بدل النهار لأنه ملك فريد من نوعه و رحب الملك بالفكرة كثيرا.

بعدها تم إصدار القانون مما جعل الناس يشعرون بالغضب لأنهم إذا لم يطيعوا الملك سيعاقبهم بشدة، لذلك بدأت الأعمال في الليل واعتاد الناس على هذه الحياة الجديدة، ونامو خلال النهار حتى الحيوانات.

وفي يوم أتى حكيم ومعه تلميذه للمملكة وصدما لعدم رؤية أحد، وتجولي في المملكة حتى حل الظلام وتفاجأ للغاية لرؤية الناس يخرجون من منازلهم، أخذو يراقبون الناس وهم يعملون بشكل طبيعي كان الحكيم مهتما لمعرفة كيفية سير الأمور في المملكة.

وراح يسأل السكان عن السبب في ذلك فأخبروه بكل بقصة الملك الأحمق، قرر التلميذ أن يستقر في المملكة لكن الحكيم غادر.

وفي يوم دخل سارق الى منزل ولكن بينما كان يهرب سقط حائط المنزل،وذهب أخوا السارق الى الملك ليشكو له ماحصل مع أخاه.

وأحضر التاجر مالك المنزل وقال ان من يجب أن يعاقب هو من بنى الحائط، فكر الملك وقرر أن يعاقب البناء وأمر بإحضاره وعند قدومه كان رجل عجوزا  وقال أن السبب في ذلك هي راقصة كانت ترتدي الأجراس وترقص عندما كان يبني وهي السبب لأنها أفقدته تركيزه وأمر الملك بإحضارها.

وقد أصبحت الراقصة سيدة عجوز وكانت خائفة لأن الملك أحضرها، واتهمها الملك …

لكنها قالت بأن صانع الحلي هو السبب لأنه من باع لها الاجراس وأمر الملك باحضاره للقصر. وعند حضوره تم اتهامه لكنه هو أيضا ألقى اللوم على تاجر سأل الملك عن هويته فأخبره أنه نفس مالك المنزل.

وأمر بالقبض عليه لكنه أخبره أن والده هو من أراد بناء الحائط،لم يرى الملك أن التاجر يستحق أن يجلس في العربة الضخم،وأمر جنوده بالبحث وبعدها كان الشخص الوحيد المناسب هو التلميذ، وتم أخذه لقاعة الملك وشرح الوضع له ارتعب كثيرا وبدأ ينادي على الحكيم.

في تلك اللحظة ظهر الحكيم فجأة فصدم الجميع،وأخبر الملك بمكافأة الجنيات لم يرد الملك لهما ان يحصلا عليها لذلك أمر الحكيم بأن يقذف به هو ووزرائه من على الجرف.

وذهب الجميع إلى الجرف وجلسوا داخل العربة ودفع الحكيم بالعربة وبدأو في الصراخ، وسقطو من أعلى الجرف وصولا بالشبكة التي وضعها الحكيم  ومن تم أخبرهم الحكيم بالحقيقة ، شعر الملك بالذنب من أفعاله وشكر الحكيم وقرر أن يعين الحكين وتلميذه في الحكم ومن تم عادة الأوضاع إلى نصابها وعاش الجميع في سعادة.

قصة العملاق الأناني

اعتاد الأطفال أن يلعبوا في حديقة العملاق الذي سافر منذ زمن بعيد ، وهم عائدون من المدرسة كل يوم ، فقد كانت الحديقة جميلة تمتلئ بالعشب الأخضر الناعم والزهور المتفتحة التي تشبه النجوم ، وكانت هناك اثنتا عشرة شجرة تثمر الخوخ اللذيذ ، تجلس الطيور على أغصانها وتغني أجمل الألحان حتى أن الأطفال كانوا يكفون عن اللهو ليستمعوا إليها ، وكانوا يعربون عن سعادتهم باللعب في حديقة العملاق .

وذات ليلة عاد العملاق بعد زيارة طويلة دامت سبع سنوات لصديقه الغول الذي يعيش بكورنوول ، وحين بلغ حديقته رأى الأطفال الصغار يلعبون في الحديقة فصاح بصوت غليظ : ماذا تفعلون هنا ؟ ، وطردهم فبادر الأطفال بالفرار ، وبعدها بنى العملاق سياجًا حول الحديقة حتى لا يدخلها أحد سواه ، ووضع على بابها لافته تقول : المتعدون سيعاقبون .

كان هذا العملاق شديد الأنانية لا يفكر سوى في سعادته ، أما الأطفال البؤساء فلم يعد لديهم مكان يلعبون فيه ، وكانوا كلما حاولوا اللعب على الطريق تعثروا في الصخور الصلبة الموجودة فيه ، لذا لم يرق لهم اللعب خارج حديقة العملاق ، فاعتادوا كل يوم أن يدوروا حول السياج ؛ الذي بناه العملاق بعد انتهاء المدرسة ويتكلموا عن الحديقة الجميلة بالداخل و كم كانوا سعداء هناك !

ثم جاء الربيع وانتشرت الزهور بألوانها الرائعة وغنت الطيور في أنحاء البلاد ، بينما استمر الشتاء في حديقة العملاق الأناني ، فالزهور لم تتفتح والطيور لم تغني هناك حيث لا يوجد أطفال ولا أشجار مثمرة ، وذات مرة أخرجت زهرة رأسها من بين الأعشاب في محاولة للخروج لكنها حين أبصرت اللافتة التي تمنع الأطفال من الدخول أسفت من أجلهم وعادت برأسها لتسكن بالداخل كما كانت .

لم يكن هناك سوى الثلج والصقيع بحديقة العملاق ، الثلج الذي غطى العشب بعباءته البيضاء والصقيع الذي لون الأشجار باللون الفضي وزادت عليهما الريح الشمالية التي جاءت ومعها البرد وظلا يضربان القلعة كل يوم حتى حطما أكثر الألواح في السقف ، الأمر الذي أحزن العملاق وجعله يتساءل لما تأخر الربيع على هذا النحو ؟! .

وفي صباح أحد الأيام وبينما كان العملاق يستلقي متيقظًا في فراشه ، سمع سيمفونية عذبة من الموسيقى الجميلة بالقرب منه ، حتى ظن أن الفرقة الموسيقية الخاصة بالملك تمر من أمام حديقته ، ولما نظر إلى خارج النافذة وجد طائرًا صغيرًا يغني بصوت رائع بعد فترة صمت طويلة .

فقد مضت شهور كثيرة لم يسمع فيها غناء الطيور بالحديقة ، وسرعان ما شم العملاق عطرًا جميلًا فقال في نفسه:لا بد أنه الربيع ، ووثب من فراشه مسرعًا وألقى بنظره خارج النافذة .

فرأى أجمل منظر بالعالم ، وجد الأطفال يلعبون بالحديقة بعد أن تسللوا من فتحة في الجدار ، ورأى فوق كل غصن شجرة طفل صغير يلعب ، كان المنظر مبدعًا وكانت الأشجار في قمة السعادة والفرح بوجود هؤلاء الأطفال ؛ حتى أنها تغطت بالبراعم والثمار ، وكانت الطيور ترقص في السماء ، والورود تطل برأسها من بين العشب الأخضر وتضحك .

وعلى الرغم من روعة المنظر في الحديقة ، إلا أن هناك ركن ظل يكسوه الشتاء ، وفي هذا الركن كان يقف طفل صغير ، لم يستطيع تسلق غصن الشجرة المكسوة بالصقيع ، فقد كان صغير الحجم لدرجة لم تمكنه من الوصول إلى غصن الشجرة وحينما رأى العملاق ذلك المشهد ذاب قلبه وقال : كم كنت أنانيا ! ، الآن فقط عرفت لماذا لم يزرني الربيع .

وقرر أن يذهب إلى الطفل الصغير ويضعه على غصن الشجرة ، ثم يهدم السور الذي بناه كي تعود حديقته ملعبًا للأطفال ، وعلى الفور خرج إلى الحديقة ، وحينما رآه الأطفال ارتعبوا منه وفروا بعيدًا خارج الحديقة ، فعاد الشتاء يكسوها مرة أخرى ، فقط الصبي الصغير ظل واقفًا هناك وعينيه مغرورقتين بالدموع ، لم ير العملاق .

اقترب منه العملاق وحمله على يديه برفق ، ثم وضعه على الشجرة فأزهرت وعادت الطيور تغني ، فرح الطفل الصغير واحتضن العملاق ولثمه على خده وفي تلك اللحظة رأى الأطفال العملاق من بعيد ، وعلموا أنه لم يعد شريرا كما كان ، فعادوا وعاد معهم الربيع ، فنظر إليهم العملاق وهو يقول : هذه حديقتكم الآن أيها الأطفال ، وتناول فأسًا وحطم السور .

ومن يومها والعملاق صار صديقًا للأطفال يلهو ويلعب معهم في أجمل حديقة في العالم ، ولكنهم كانوا يحضرون كل يوم دون أن يكون معهم الطفل الصغير الذي أحبه العملاق ، فتعجب العملاق من غيابه وأخذ يسأل عنه ، ولكن الأطفال قالوا أنهم لا يعرفوه ولا يعرفوا أين يسكن ، الشيء الذي أحزن العملاق وجعله يظل مشتاقًا إليه دائمًا .

ومرت الأعوام وكبر العملاق وازداد وهنا وشيخوخة ، فلم يعد يستطيع اللعب مع الأطفال ، لذا كان يجلس إلى مقعد كبير وينظر إلى الأطفال وهم يمرحون ويلعبون وأدرك العملاق قيمة الأطفال وجمالهم وعرف أن السعادة توجد أينما وجدوا ، وفي صباح أحد أيام الشتاء كان العملاق يرتدي ثيابه وينظر من النافذة ، وفجأة فرك عينيه من شدة العجب .

ففي أقصى ركن بالحديقة كانت هناك شجرة كل أغصانها من الذهب وثمارها من الفضة ، وأسفلها كان يقف الطفل الصغير الذي أحبه العملاق ، فلما رآه جرى إليه والسرور يغمره ، وعبر العشب بسرعة حتى بلغ الطفل ، فلما رآه عن كثب احمر وجهه من الغضب وقال له : من تجرأ على أن يجرحك ؟ ، فقد كانت على يديه وقدميه ندوب دامية ، وأكمل قائلًا : قل لي فلسوف آخذ سيفي وأقتله .

فقال الصبي: لا أحد ، إنها فقط جراح الحب ، فقال له العملاق : أخبرني من أنت ؟ فسرت رهبة غريبة في قلبه وجثا على ركبتيه ، فابتسم الطفل وقال له : لقد تركتني ألعب في حديقتك واليوم سوف أخذك لتلعب معي في حدائق الجنة ، وحين جاء الأطفال كعادتهم كل يوم ليلعبوا في حديقة العملاق ، وجدوه ميتًا تحت الشجرة الموجودة في أقصى الحديقة ، وقد تغطى جسمه كله بالبراعم البيضاء .

قصة الأسد الجائع

في يوم من الأيام خرج الأسد ملك الغابة من عرينه يبحث عن فريسة للأكل. وبينما هو على تلك الحال مر أمامه أرنب فناداه قائلا:

– أيها الأرنب أيها الأرنب

– نعم يا سيدي . ماذا تريد مني؟

– أريد أن أمنحك شرف أن تصبح وجبة إفطاري لهذا اليوم.

فأسرع الأرنب الذكي مجيبا:

– ولكن جسدي صغير جدا واكلك لي لن يزيدك إلا جوعا. أنصحك أن تبحث عن فريسة أكبر مني.

انطلق الأرنب في حال سبيله تاركا الأسد يتضور جوعا. ولكن الأسد لم يستسلم بل بدأ في البحث عن ضحية أخرى لعل خطته تنجح. وبينما هو كذلك لمح غزالا سمينا يمر أمامه فناداه قائلا:

– أيها الغزال أيها الغزال تعال الى هنا.

– نعم يا سيدي، ما الذي تريده مني؟

– أريد أن أمنحك شرف أن تصبح وجبة إفطاري لهذا اليوم.

ولكن الغزال لم يكن أحمقا بالمرة. فأجابه قائلا:

-ولكنني يا سيدي مصاب بمرض عضال وأخاف أن ينتقل إليك إن أكلتني. أنصحك أن تبحث عن فريسة سليمة تأكلها.

ذهب الغزال في حال سبيله تاركا الأسد يستشيط غضبا غير قادر على النيل من فريسة للأكل.

وبينما هو كذلك مر به الثعلب فسأله قائلا:

– السلام عليك يا سيدي لماذا أنت غاضب؟

– إني أتضور جوعا. وقد أبت كل الحيوانات أن تهب نفسها لي كوجبة إفطار.

– لا تقلق يا سيدي سوف أشير عليك بخطة إن اتبعتها فلن تبقى دون طعام أبدا.

وفي اليوم التالي جلس الأسد أمام عرينه حتى مر به خروف فقال له:

– أيها الخروف أيها الخروف

– نعم يا سيدي. ماذا تريد؟

– أريد أن أستشيرك في أمر يهم المملكة حتى أستفيد من ذكائك. تعال معي الى العرين حتى نتحدث براحتنا.

فأجاب الخروف وقد أصابه الغرور: – بالطبع يا سيدي. يسرني تقديم النصح لك.

وهكذا دخل الخروف المسكين مع الأسد الى عرينه. الذي فتك به وأكله.

أعجبت الخطة الأسد النهم فأصبح ينفذها مع كل حيوان يمر به. حتى فضح أمره وأصبح صنيعه معروفا عند كل الحيوانات التي لم تعد تقع في شركه.

وفي يوم من الأيام بينما كان الأسد جالسا أمام عرينه يتضور جوعا محاولا أن يوقع بأحد الحيوانات في شركه المعتاد، مر به الثعلب فناداه قائلا: – أيها الثعلب أيها الثعلب

– نعم يا سيدي. ماذا تريد مني؟

– لدي في عريني لحم ضأن لذيذ أريد أن أهبك بعضا منه. وذلك حتى أشكرك على نصيحتك القيمة لي. تفضل معي الى الداخل لنتمتع بالوجبة اللذيذة.

فرح الثعلب بدعوة الأسد له ودخل معه دون تفكير. فانقض عليه مضيفه وجعل منه وجبة لذيذة.

وهكذا وقع الثعلب في الشرك الذي أشار به على الأسد. فمن حفر جبا لأخيه وقع فيه.